ثرثرة وأشياء مبعثرة

جُمُعات

في حياة كلِّ أُمٍ تناقضاتٌ مُحيّرةٌ تُثيرُ الدّهشة. قد نسرقُ لُقمةً على السّرير، ونسترقُ غفوةً على مائدةِ الطّعام! تمرُّ بنا أيّامٌ نشعرُ فيها بأنَّنا روبوتاتٌ حقيقيّة، صورةً وصوتاً ومشاعر، أسئلةً وأجوبةً وسرائر، تصبحُ روردٌ أفعالنا آليّةً جداً، نعرفُ السؤالَ قبل أن يُسأل، ونجيبُه أيضاً، نشتري راحةَ البال التي لا تُشترى، ندرأُ المفاسدَ التي لا تُدرأ. […]

جُمُعات قراءة المزيد »

سمكة زينة

اليومُ الذّي تَحلمُ به، لن يأتِيَك ما لم تأتِه، لن يَهبطَ إليكَ ما لمْ تصعدْ إليه. تحرّك يتحرّك قدرك، قفْ ساكناً يقفْ عمرك. إن وقفتَ مُشاهداً بخجلٍ في زاويةٍ فأنتَ مجرّد عابرٍ مَرّ. وأنت لا تريدُ ذلك حتماً، أعلم. ركّز وافتحَ عينيكَ جيداً، لتُنجزْ ما لم يُنجزهُ ألفُ عابرٍ عَبَر. قلبكَ يخفق، تتنشّقُ سُروراً جميلاً،

سمكة زينة قراءة المزيد »

مُدُن

جريئةٌ لامعةٌ ليلاً، يتجلى جمالها حين تتلألأ بأنوارٍ لا يضاهيها نور، واثقةٌ حارقةٌ صاخبةٌ طيلة العام، تبهرنا بالتجدّد ديسمبراً بعد ديسمبر، عروساً تتألق خجلاً يليق بها الدّلال وأكثر. جميلةٌ جداً، جمالاً لا يحار في وصفه فنّان، عاصمةُ المغتربين، مدينة الحفلة التنكرية التي لا تنام بمعنى الكلمة. مدينةٌ مبرمجةٌ على الوضع الصامت، لا تسمع لها نبساً،

مُدُن قراءة المزيد »

وبها نستريح

كيفَ هو قلبكِ اليوم؟ كم سؤالاً وذكرى مرَّت على خاطرك بالأمس؟ هل استشعرتِ مثلي أن الموت بالسرطان يمنح أرحام المريض فرصة وداع أخيرة، أحنّ من فرصة وداع مريض الكورونا بغتةً! لقد بكيتُ البارحة كما لم أبكِ منذ زمن، زمني عادةً لا يتجاوزُ الأسبوع، دمعي قريبٌ وقلبي أخرق، وأدعو الله أن يعفو عنّي لما سببته من

وبها نستريح قراءة المزيد »

إلهام

تتسابق الكلمات تسابقاً جميلاً للاستلقاء آخر النّهار أخيراً فوق وسادة السّطور. الكلمة الأولى من السطر الأول بالنّص هي الأحقّ بأن تُلصق في ظهرها إجابات كلّ الأسئلة التي نمرّ بها عبر تأمّل المكتوب. صميم الفكرة أنّ حالة الإلهام ليست شيئاً عادياً، حالةٌ روحيّةٌ كالوحي مؤلمٌ يؤزّ الروح أزّا، قد تضحك، قد تتبسم، قد تغضب، قد تبكي،

إلهام قراءة المزيد »

عناق

حلوتي الرقيقة، صغيرتي التي لا تكبر، بعيدتي التي لا تبعد. أختي الصغيرة، آخر العنقود، حبيبتي ومدللة أبي يُفترض برسائلنا أن ترسل وتصل إلى عنوان بريدٍ خاص، ولكننا كثيراً ما نحبّ نُشارك من نحب ما نحب. في الأدبِ سلوةٌ للمشتاق، وعناقٌ لروحِ المغترب، وأنا أهدي هذه الكلمات لكلّ مشتاقٍ على هذه الأرض، علّنا نروّح عن الحنينِ

عناق قراءة المزيد »

مْحَيَّرْ

بعض الأيّام طعمها “مْحَيَّرْ”! فريدةُ المذاق، كالسفرجليّة واللّحمة بكرز واليبرق. الحلبيات جُنّ جنون ابداعهنّ الطبخيّ يوماً، فدمجن اللحم مع الفاكهة وصنعن طبقاً “فاخر عالآخر”، بمزجِ الأحمر بالأحمر. ويبدو أن الجنون مستمرٌ وسيستمر إلى يوم القيامة. يُحكى أنّ نبيهةً منهن يوماً أرادت مُراضاة العنتر، فسحرت لُبّه بطبخ الباذنجان بالسّكر. كنت أستعجلُ أيام العمر وبسمةٌ مريحةٌ تُرافقني

مْحَيَّرْ قراءة المزيد »

ليتهم

انه عام ألفين وواحد وعشرين، فتحت علينا شبكات التواصل الاجتماعيّ أبواباً لم تكن في الحسبان، ذلّلت لنا صعاباً كثيرة، وكادت أن تورّطنا في مشاكل أكثر. تعوّد أهل مدينتي فيما مضى أن ننادي الغرباء عنّا بصيغة “الجمع” أدباً، وإن كنتُ لا أقتنع بكلّ ما وجدنا عليه آبائنا. يقول تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ

ليتهم قراءة المزيد »

أخبروا الفراشة

أخبروا الفراشة أنّها هي من تصنع الأيام، أن تستعد لكلّ شيء، وأن تتوق لكلّ شيء، وألاّ تغلق عينيها أبداً حين تفتحهما للمرّة الأولى صباحاً، لأنّها ستغلقهما يوماً مّا اغلاقةً طويلةً طويلةً طويلة. أخبروها أنّ الحياةَ جميلةٌ، وأنّنا نحنُ الرّبيع، بل إنّنا نحنُ الحياة. أخبروا الفراشة أنّ قلوبنا تستحقّ أن تنبض شغفاً وشوقاً وحباً وعشقاً كلّ

أخبروا الفراشة قراءة المزيد »

مال

“وتحبّون المال حبّاً جمّاً” أيّ وصفٍ بليغٍ للحبّ نتلوه هنا؟ “حبٌّ جمّ” جميلٌ جداً، يليق بوصف علاقتنا بالمال، ويليق بتوصيفها بالحبّ أيضاً. المال ليس وصفاً للنقود فقط، بل هو وصفٌ يليقُ بكلّ ما قد تميل به حياتنا ولكنّنا نتّفق على حبّ مَيلته بنا. ليست حلقة تفسيرٍ، ولا خاطرةً تغرّد خلف سرب المعتاد. إنّما هي الإنسانيّةُ

مال قراءة المزيد »