ثرثرة وأشياء مبعثرة

الهموم الجميلة!

يركض التلميذ إليّ، يسألني بحماسةٍ أخاف منها أحياناً: معلّمة شوفيني، في شي متغيّر اليوم؟ قلت: لا أعرف، مع أنّي عرفت.. يقول: ألا تلاحظين شيئاً، أمعني النّظر.. أبتسم، يتأمّل وجهه على مرآة ويقول: خلّصنا، صرت كبير، ورسمت إلي شوارب. حاولت جاهدةً أن أكتم الضحكة التي ستزعج جدّيته، فقد بدى كأنه شارب هتلر تماماً. بمحض الصدفة، يؤرّق […]

الهموم الجميلة! قراءة المزيد »

عزيزي.. أم عزيزتي!

هل كنت بائساً إلى ذلك الحدّ؟ ذاك شأنك، لكنّي أظنّ أنّك العزيز يوماً ولن تكون العزيزة أبداً. أنت من اخترت لنفسك وَحْلاً مثل ذلك، فَدَفَنْتَ نفسك في ظلمة الوهم وذلّة التّخفّي وأنت حيٌّ تُرزق على شمس الحياة. ربّما تفهّمت جزئيّاً أن تتخفّى فتاةٌ باسمٍ افتراضيٍّ على هذه الشبكات كي تعبّر عن شيءٍ مّا أو تتعرّف

عزيزي.. أم عزيزتي! قراءة المزيد »

ستمائة انكسار

كَسَرَ على أنفه البصلة أخيراً مُحترفُ التكسير، انتظر نزولها كثيراً وما أدرك أنّها لصعوده كانت تنتظر، صَعَدَ إليها بِبُطءٍ ليصلها غير أنّه ما وصل، اتّكأ على السور الخشبيّ القديم مُتعرِّقاً لاهثاً بعض الشيء مغاضباً من كلّ شيءٍ وأيّ شيءٍ أو كما العادة.. من ولا شيء! شررٌ من الأحداق يلمعُ كالنور مشعاً من قمر، جسدٌ ينتفضُ

ستمائة انكسار قراءة المزيد »

حلوى الجيلاتين

إذا كان لديك تسريب مياه في السقف، وقمت بإعادة طلائه عبثاً هل ستتخلّص من المشكلة؟ أم أنّه لا بدّ من علاجٍ جذريٍّ قبل ذلك؟ بلمح البصر سيعود الشكل الخارجي لنفس المظهر المزعج ما لم نعالج السبب أو نستبدله أو حتّى نتخلّص منه؛ ليست معلومة جديدة، الجديد أو لنقل المذهل أنّنا كثيراً ما نستسهلُ علاج القشور

حلوى الجيلاتين قراءة المزيد »

سُكّر

لماذا نغيب؟ ولماذا نحضر؟ ما الذي يدعونا إلى الانطفاء من بعد التوهّج؟ ما الذي يجعلنا نلمع من جديد؟ لماذا تبدو بعض أيامنا متشابهةً أحياناً؟ لماذا يمرّ النّاس على أعمارنا ومعهم نخوضُ التّجارب؟ ماذا يريدون منّا؟ وماذا منهم نحن نريد؟ ما هي الإرادة؟ كنّا صغاراً، ألطف أحلامنا شراء غزل البنات الورديّ لا أكثر، الاستمتاع بأكله، بدبقه

سُكّر قراءة المزيد »

كشتبان النسيان

عن أيامٍ لا تُنسَى، وأخطاءٍ لا تُغتفر؛ عن آلامٍ لم تمحها الأحضان، وأحلامٍ لم تُنسِناها السنوات، عن انطفاءٍ بعد اشتعال، وعن فقدٍ بعد وصال، عن تلاشي الشغف من بعد الفشل، وعن الشعور بأنّ الأمنيات لم تكن لنا كما تمنّينا. عن الوقوف في صالة الانتظار تأهّباً لركوب الطائرة، وعن التساؤل إن كانت وقفته تستحقّ تلك الساعات

كشتبان النسيان قراءة المزيد »

سليل

لكننا كثيراً من المرّات لم نكن نحن، لا أنت كنت أنت، ولا أنا كنت أنا، التقت نُسختي التي لم تكن أنا مع نسختك التي لم تكن أنت! تذكُر أناً ما كانت أناي، وأتذكّر أناً ما كانت أناك! كارثتنا أنّ الحقيقة ونُسَخُها تمتلك ذاكرة، والذكريات لا تموت، حتّى وإن متنا. السليل: صوت الغزال.

سليل قراءة المزيد »

شآم

كلٌّ يعشقٌ على شاكلته، عشقه ليليّ، كلّما حلّ المساء حلّت معه الأغاني، وحلّت على روحه ضيوفاً ثقالاً الأشواق. وعشقها نهاريٌّ كارثيٌّ حارقٌ كأشعّة شمسٍ لفّاحة، لابدّ لك من ترطيب بشرتك جيداً قبل اعتراض طريقها طمعاً بعناقٍ كي لا تحرجك وتطبع لونها عليك؛ حذارِ منها، لا تقترب كثيراً، تجرحك وتؤذيك، لا تحاول كي لا تتخطّف أنفاسك،

شآم قراءة المزيد »

شيءٌ واحد

كتب الرافعي في رسائل الأحزان: «في المرأة الجميلة أشياءٌ كثيرة تقتل الرجل قتلاً، وتخلجه عن كل ما في دنياه كما تخلجه المنيّة عن الدنيا؛ وليس فيها شيء واحد ينقذه منها إذا أحبها، بل تأتيه الفتنة من كل ما يعلن وما يضمر، ومن كل ما يرى وما يسمع، ومن كل ما يريد وما لا يريد، وتأتيه

شيءٌ واحد قراءة المزيد »

حديث الروح

الليلة الحادية عشر، أنا والكون والشمس والأرض والكون ندور، والروح تدور، تدور وتدور، تقُصُّك، أين رحلت؟ بخفّةٍ غير متوقّعةٍ عن عالمي ابتعدت. كيف فعلت؟ كيف لخافقي من بين الضلوع سرقت؟ لمن أشكوك؟ أريد قلبي! ردّه عليّ.. ألا يعكّر صفو هدوءك ازعاجُ نبضه؟ هل تسلّيك رؤيةُ الخفقات تحتضن روحك هامسةً أن الموعد في ظلّه يوم لا

حديث الروح قراءة المزيد »