والديّة

نِعَم

كثيراً ما تقول لنا أمي: “ستشتاقون لهذه الأيام”. وأنا أُخالفها الرأي، وأقولُ إنّ القادم أجمل، والدوائر تدور، والملتقى الجنّة بإذن الله. أمّي تَحِنُّ لنا يومَ كنّا صغاراً. أمّا أنا، فأستثقلُ شيئاً مّا في هذه المرحلة من العمر وأريد من الصّغار بأن يغدو على عجلٍ كباراً! أمي تشتاقُ لمّة أطفالها. تُريدنا أن نعيش اللحظة. وأنا أرى […]

نِعَم قراءة المزيد »

مذكّرات أم

مع بداية الإجازة الصيفية، بَعد العام الدراسي المُذهِل والمُذهَل عن بُعد، ينتابني شعورٌ غريبٌ لا أستطيع تجاهله أو تجاوزه، بأنّها إجازةٌ من إجازةٍ بشكل أو بآخر! واظبوا ودرسوا وحلّوا الواجبات وشاركوا بالحصص واجتازوا الامتحانات وأخذوا الشهادات؛ لكنّني لطالما حسدتهم من صميم قلبي أن تناولوا صفوفهم على أريكة الصالة وحول مائدة الطعام، بل إنّ كثيراً منهم

مذكّرات أم قراءة المزيد »

رسالة إلى البرزخ

كيف حالك؟ أعرف أنك لا تردّ، لا تعلّق، وأنا لا أستطيع التواصل معك إلا بطريقتين لا ثالث لهما، الذكرى والدعاء. أفتقدك اليوم فقداً هائلاً هادئاً جميلاً مثلك، نجتمع لأوّل مرّة بعدك، جرت العادة أن نسأل عن الغائب والمسافر والمتأخّر، لكن أحداً لم يسأل عن سبب اعتذارك أو عدم حضورك. استودعتك رب العالمين وعنده لا تضيع

رسالة إلى البرزخ قراءة المزيد »

آذار 2062

كان يا ما كان، على مرّ الزّمان، ترقدُ الملاكُ على سريرها الأبيض رقدتها الأخيرة، إنه آذار من عام 2062 بعد الميلاد، لقد بلغت الثّمانين ولم تنسَ لمّة أسرتها الصغيرة حول مائدة الطعام جَمالَ عُمرٍ مضى، تُفارق الحياة ولم تفارق روحها أرواح أبنائها المغتربين لحظة. كُتِبَ علينا الشّتات ذات هجرة، خرجنا من ديارنا وأموالنا وأهلينا، وبقيت

آذار 2062 قراءة المزيد »

هل يا تُرى

هل يا تُرى، يوماً تصير، ابني الكبير؟ الله كريم. مرّ عام، منذ آخر زفافٍ دُعيت له. الحمد لله على نعمة الكورونا التي يسّرت على الشباب تكاليف الزواج في العام المنصرم، لأنّ الحال أصبح جنونياً، والمنافسة فيه على قدمٍ وساق بالتباهي بالمظاهر التي غدت عبئاً وطقساً من طقوس الاحتفال طال الجميع إلاّ من رحم ربي. بعدما

هل يا تُرى قراءة المزيد »

قُبلة ما قبل النّوم

تُشنُّ بيننا يوميّاً ألفُ غزوةٍ ومعركة، يصلُ بنا الجدلُ إلى حروبٍ أحياناً. مثل هكذا تحيا الأمهات أيّامها مع الطّفل تطرقُ المراهقةُ باب عمره الجميل على استحياء. قد ترتفع الأصوات، وقد يقف الطفل الثاني موجّها أخاه الأوّل بغضبةٍ محمودةٍ: ما هكذا تُخاطب الأمهات! لتُسرّها الأم في نفسها: أنت لست بأفضل منه يا سحريّ البيان، والدتك تدرك

قُبلة ما قبل النّوم قراءة المزيد »

جيمٌ وَنون بعدهما فاء

تفّاحة القلب، نور العين، روح الرّوح، وسميّة سلطانة القلب، ونبض قلبي كلاكما يا صغيرة. تعاتبينني منذ زمن: لماذا تقرئين أخاكِ في حروفي ولا تجدينك. تسألين بعتبٍ: هل أحتجبُ عن عيون الناس هنا أيضا يا أمي؟ ماذا عساي أقول؟ ليس كما تظنّين يا قرّة عيني وسكون نفسي، ليس كما تفكرين يا أميرة. قاعدة البيان: أنّ الكلماتِ

جيمٌ وَنون بعدهما فاء قراءة المزيد »

توأم الروح

لا أعرف كيف خطرت على بال أحدهم لفظة: “توأم الروح” لأول مرة. الأسبوع الماضي شعرت أن الطفلة سميّة، هي توأم روحي في زمان ما في مكان ما. هيَ أنا بكل التفاصيل الدقيقة التي تسردها عنها والدتها في نصوصها، أراني وأرى طفولتي فيها، هكذا نشعر أن أحدهم توأم روحنا، ليس شرطا أنراه بعينينا مباشرة، ربّما نرى

توأم الروح قراءة المزيد »

سوف يمضي

كيف حالكِ ذات النّورين؟ هل تذكرين بدايةَ الحكاية؟ وشرارةَ اندلاعِ المعركة، يومَ أحرقت المعادلات جميعاً، واتخذتِ قرارك الحياتيّ الحاسم دون أخذِ إذن من أحد: بالتأكيد لم تكوني هائمة على وجهك، بل كان النُّور يشعُّ منك على كلّ مكان وزمان، عاجلكِ القدر وابتسم لكِ، بسمةً لم تعرفيها من قبل، بسمةَ إيمان بك وباسمك وبعزمك. بسمةَ نصرةٍ

سوف يمضي قراءة المزيد »

الأمير الصغير

أميري الصّغير وَرَجُليَ المرجوّ العظيم. أكتبُ هذه الكلمات، وأعرف أنك لن تقرأها الآن، نحنُ نفهم كلمات آبائنا وأمهاتنا بعد أن يرحلوا يا أحمد. لقد كان الشوق لك مهيباً من قبل أن تُخلق، كُنت وقتها لا أعرف إن كان الرحمن أَذِن بخَلقِكَ في هذه الحياة حتّى، أنا أشتاقُ فقط، لطفلٍ ذَكَر، تحكي خرافات الأمهات السابقات بأنّ

الأمير الصغير قراءة المزيد »