والديّة

أمير البرتقال

في ختام يومٍ طويلٍ على القلب ثقيل، يثرثر الأمير الصغير ثرثرة ما قبل النوم كالعادة، ما بين طلباتٍ واقتراحات وأسئلة من كلّ حدب وصوب، وماما تستمع وتستمع وتستمع.. _ ماما، مين بتحبي أكتر أنا ولا إيمان؟ _ ماما، بكرة عليك شغل؟ _ ماما، شو عندك يوم الأحد؟ _ ماما، بتتوقعي إيمتى حيصير صوتي رجّال؟ _ […]

أمير البرتقال قراءة المزيد »

أريد أن..

عمرٌ يعبرنا ولا نتقبّل عبوره.. عمرٌ ثقيل، يشبه منتصف الأشياء، منتصف المشاعر، منتصف الحياة.. لونه لونُ غربةٍ لم تعدْ غربة؛ كحنينٍ حزينٍ انطوى على نفسه منذ زمنٍ بعيدٍ خجلاً من سخرية الآخَرين. وداعكَ قادمٌ لا محالة، آتٍ على استحياء، هذا لحنٌ للحياة اعتدت سماعه مذ عرفتها. ماذا يعني منتصف العمر؟ ربّما ما نظنّه منتصفاً هو

أريد أن.. قراءة المزيد »

غداً يكبرُ الأطفال، وغداً نقول: سقى الله أيّام الطفولة

نقول بلهجتنا لمن ودّع عزيزاً: «متل ما ودّعت تلاقي». يُردُّ على القائل: «تلاقي الخير». ويُقال لوالِدَيْ العروس صباح أوّل نهارٍ بعد الزفاف: «وَحْشَة الدايمة». كنت أستغرب المقصود من العبارة، قيل أنّها دعاءٌ بأن يكون زواجاً مباركاً لا يُرجع بعده إلى العائلة إلا زيارة، وأن يبارك الله البيت الجديد ويعمره بأصحابه. وعلى ذكر الأقوال، أحبّ قولَةَ

غداً يكبرُ الأطفال، وغداً نقول: سقى الله أيّام الطفولة قراءة المزيد »

مذكّرات أُم

لطالما لفت انتباهي تعبير: (ربيناه كل شبر بندر)، أكثر منه: (ما بيربى ولد ليفنى جسد). كنا في نزهةٍ نتبادل أطراف الحديث حين بدأ طفلٌ بالبكاء مع محاولات والديه لخفض الصوت وحلّ المشكلة دون جدوى.. يسألني أحمد ويظنّ أنّه أصبح كبيراً بعض الشيء: ماما.. كيف تحمّلتينا لما كنّا بهاد العمر؟ أبتسم.. أُدرك أن الجسد يفنى شيئاً

مذكّرات أُم قراءة المزيد »

لا تبكِ

مضت أسابيع، جاء العيد ورحل العيد، ولم يكن فيه شيءٌ يشبه العيد، صلّت «نانا» وَدَعت «نانا»، ولا أحد شَعَر بفراغ أفئدتنا سوانا، أوَلَيْسَ كذلك؟ ليلةً تلو ليلةٍ تتأكّدن أنّ ما جرى كان، وأنّ ذاك الرّحيل لم يكن مجرّد كابوس، بل كان أقسى حقيقةٍ شهدتها قلوبكنّ الغضّةُ مذ عَرَفَتْ الحياة. وداعٌ مفاجئٌ آلمَ كلّ مغتربٍّ في

لا تبكِ قراءة المزيد »

ماء الزهر

كم تمنّيتُ أن يعيش بصحّةٍ عمراً بالصالحات طويل، لديّ كمٌ هائلٌ من الأسئلة لم أسأله إيّاها بعد، كنت أستغرب أنّه حال المرض يُنادي الجدّة! هذا النداء لا أنساه، حيٌّ يُرزق ينادي ميّتاً: «يا أمّي، يا أمّي». دار الزمان، وها أنذا أكرّر ما كان يفعل، أناديه عبر كلماتٍ يقرؤها النّاس ولا يقرؤها، صحيحةً معافاة ولله الحمد

ماء الزهر قراءة المزيد »

ما زلت أذكرُ

ما زلت أذكرُ.. لمّتنا الجميلة.. بيتاً هنيئاً من شذى الإيمان عامر.. سِرّا سروره «والصبح إذا تنفّس» وَ«بورك لأمّتي في بكورها». أُمّاً رؤوماً تُبدعُ من دقيق القمح كلّ حلوى.. طفلةً مليحةً تنامُ متأمّلةً لمعةَ حذائها الجديد، اسمها أختي.. وطفلاً مشاغباً يبدو بعد صلاة العيد شابّاً وسيماً بعض الشّيء، اسمه أخي. وجداراً على يمين السّرير، نقشتُ عليه

ما زلت أذكرُ قراءة المزيد »

الصيف مع الوسيم

أيامنا برفقة أطفالنا لحظاتٌ من العمر معدودة، يكبران يوماً مّا، فلا ذاك الأحمد يبقى أحمدي ولا تلك الإيمان تبقى إيماني، ما بين مولدهم وميلاد أولادهم كسائر الأمّهات تتوه منّي الحكمة تارةً وألتقي معها تارات؛ نحاول ما استطعنا أن نحسن التّربية، تحفّنا دعوات جدّاتهم وحكمة أجدادهم، يكبر الطفل بيننا بنصيحةٍ من العمّ وقُبلةٍ من الخالة، وغضباتٍ

الصيف مع الوسيم قراءة المزيد »

دان

نسماتٌ صيفيّةٌ وهدوءٌ رتيب، تستلقي الصبيّتان تحت السّماء، تتأمّلان بدراً، تعدّان طائراتٍ وطيوراً ونجوم، وتتململان سويّةً من الحياة قبل أن تعرفا شيئاً عنها. أسرّتها ذات شجارٍ مع أخواتها: ليتني وُلدتُ وحيدةً بين الصبيان مثلك؛ أمنيةٌ شرّيرة كسائر أمنيات المراهقين والمراهقات. تنهّدت تنهيدةً طويلةً وهي تتأمّل أنوار طائرةٍ عابرةٍ لا تدريان من أين تأتي وإلى أين

دان قراءة المزيد »