والديّة

الحب الجاري

ثمّة حبٌ لا يشبههُ في العمرِ حبٌ تغزلُهُ الأمهات لذريّاتها غزلاً فريداً على هيئة دعاء، يحلّقُ سبع سماواتٍ موقناً باستجابته بطريقةٍ ما ولو بعد حينٍ. تعرف مسائلنا وحاجاتنا وأمنياتنا أكثر منّا، تعيد صياغتها لنا كدعوات، ترتّبها وتوزّعها بالعدل بيننا أبناءً وبناتٍ أحفاداً وحفيدات، تُناجي الرحمن لأجلنا بها، تلحّ بين يديه لطيف الالحاح وتبتهل، ويرفرف القلب […]

الحب الجاري قراءة المزيد »

سوا

في حوارٍ دافيءٍ حلوٍ سريعٍ مسّ شغاف القلب بلطفٍ مهيب، يسأل أحمد والدته مُذكّراً كالعادة: ماما.. صلّيتي العصر؟ تجيبه أخته: شو رأيك! فيقول بحزم: بدّي أتأكّد إنّه كلنا رايحين عالجنّة سوا.💓 صَمَتَ الكون كلّه للحظة.. تبسّمت إيمان.. وتبسّم أحمد.. وتبسّمت الجنّة.. وراح القلب يدعو: يا ربّ سوا.. يا ربّ سوا.🤲🏻

سوا قراءة المزيد »

بابا

كانت الستّينُ الرّزينةُ قد ازدانت بهِ منذ عام، بدا أهدأ، الرّجل القويّ العصاميّ العصبيّ الوسيم.. الوسيم جداً والمهيب الذي يضجّ بالحياة رَفع الرّاية البيضاء حين قصّ شريط العقد السادس الأحمر، فبدأ بقصّ حكايات الطفولة والفتوّة لكلّ من نال شرف صحبته بعد صلاة الفجر حتّى شروق الشمس من جديد. كان يحبّ الصبح ولعلّ الصبح كان يحبّه

بابا قراءة المزيد »

سُكُون

لا أذكرُ متى كبرْتُ، ولا أتذكّرُ متى كَبِرَتْ.. كيف بَلَغَتْ أشدّها وتربّعت على عرشها قبل أن أفعل! هل سنفترقُ يوماً؟ متى.. ولمَ؟ وكيف؟ متى خفق قلبها بالحبّ أوّل مرّة؟ متى شعرت برغبة الاستقلال الملحّة؟ ثمّ متى.. بدأت تحلم بالحرّية خارج قضبان قفص القلب للتحليق بعيداً نحو الطموح والأحلام والمستقبل، والحياة الجديدة. الذي أذكُرُه.. أنّ روحي

سُكُون قراءة المزيد »

فانيلّا

هذه المساحة الصّغيرة ساحتنا، هنا قصائدُ كُتِبت، أغانٍ رُنّمت، ألحانٌ عُزِفت، رقصاتٌ سُرِقت. هنا كنا نترجم الحبّ برشّ التوابل، هنا كنّا نفرّغ الغضب بتحريك الحساء المستمرّ وتحمير الصّواني وقلب البيض في المقلاة وتقليب الأرز في القدر وتخمير العجين وخبز الفطير وتقشير الخضار على المرامر. هنا.. أشتاق لك كلّ حين، هنا.. أسامحك كلّما أغضبتني، وهنا.. تنسكب

فانيلّا قراءة المزيد »

عِطْر

أطوّقها بذراعيّ كلّ ألم، أعتذر عدد الأنفاس، أخطئ وتسامح، أكرّر الخطأ فتكرّر منح الفرص ولا تقول أنّها الأخيرة، وأستغرب.. هل تبكي الأمهات؟ متى؟ هل كانت دموعهنّ تُشمّ فلا تُرى! في كلّ مرة ينتشي فيها بيتنا بعبق الرياحين أعرف أنّ أمي بكت اليوم.. لا أعرف متى اتفقت أمهات المجرّة على ألا نرى دمعاتهنّ، ولا أعرف متى

عِطْر قراءة المزيد »

أُمْ

هيَ الضمّةُ الأولى، والسكون الأبديّ. ما بين همزةٍ مضمومة وميمٍ ساكنة استطعنا الحياة. ما بين تربيةٍ تخرج من أقصى الحلق وهمومٍ تصاحبها تُطبق عليها الشّفتان كَبُرَتْ وكَبُرْنا. ربيع الدّنيا، سلامٌ سليمٌ ونعيمٌ مقيمٌ، معجزة صبرٍ اختصرت في حرفين: أُمْ.

أُمْ قراءة المزيد »

كُتُبٌ مَوْقوتَة

يصرّ أحمد على أن تكون الحياة بيننا لعبة شطرنج، يبهرني بأسئلته وكأنّ كلّ سؤالٍ مباغتٍ منها يسخر منّي على شغبٍ واستحياءٍ: “كِشْ مَلِكْ”، يروق له في الآونة الأخيرة سؤالي كلّما سنحت له الفرصة: “ماما طلعت نتيجة امتحاناتك ولاّ لسّا؟” في كلّ مرّةٍ أستخدم نفس الأسلوب الذي يستخدمه معي مُذْ عرف المراوغة فأُزحلق له الإجابة بطريقة

كُتُبٌ مَوْقوتَة قراءة المزيد »

قَطْر النّدى

= ماما: كأنّنا تأخّرنا. _ خالة: هل سنصل على الموعد المحدّد ويتسنّى لنا مشاهدة زفّة العروس من بدايتها؟ * نصل إن شاء الله، نصل. أسئلةٌ استمتعتُ بسماعها أثناء قيادة السّيارة توجّها إلى الزّفاف الموعود؛ كان اللّطف من حولي يضجّ ضجاً ولم أعرف من قبلُ أنّ له ضجّة، سبعُ أميراتٍ ببهاء السّماوات لَمَعْنَ وتألّقنَ كأحلى نجمات،

قَطْر النّدى قراءة المزيد »

كَرْمَلَة

أُمّيٌّ أنا، لم أتعلّم الكتابة بعد، لكنّني أتقنتُ القراءة، أقصدُ قراءتها كما لا يقرؤها أحد. حان دوري في الكلام، حنيني لإرسال السلام، أريد أن أقول لها: “شكراً”، أن أفرش سماواتها السبع بزهر الكرز واللّيمون، أن أقول: “عذراً”، أن تمضي السنين، وأن أقول: “قد حان وقت الحصاد”؛ أن نقطف معاً ثمرة الصبر الجميل؛ أن أختلس لثمةً

كَرْمَلَة قراءة المزيد »