ذكريات

خضراء

إشارةٌ خضراءُ لا أنساها شاهدتنا، بردٌ قارسٌ وخوفٌ قارصٌ خيَّمَ على وحْدة العِناية المُشدّدة، تمنّى والدي أنّه لم يدرس الطبّ يوماً أثناء محاولات انعاشي، بكى أخي لحظةَ وداعِ صديقةِ طفولةٍ لطالما أضحَكَتْه، ونذرتْ والدتي أن تقتصَّ يومَ يقومُ الأشهادُ من متهوّرٍ دَهَسَ جوريّةً على عتبةِ الحياةِ وهربَ دون أن يلتفت!

خضراء قراءة المزيد »

صيف

يلهو أطفال الحيّ بألعابٍ شتّى عصراً، يشكّلون فرقَتَيْ كرة قدم ويستلم البدين _كالعادة_ حراسة المرمى، يتسابقون نحو هدفٍ بلا كأس، يكرّمون أولاً لم يكن بعده ثاني، يقطعون الحارة على المارّة من الطرفين، ويحفرون حفرةً في الزاوية، ينبطحون على أرض الشارع وتبدأ مقامرات “الدواحل”. يوجد للعمارة مدخلان شرقيٌّ وغربيّ، الأخير كان مَصفّاً للسيارات، لسببٍ معماريّ مّا

صيف قراءة المزيد »

طوفان أسئلة

لا أنسى ما حييت تلك الليلة، أسعى في الصّالة باكيةً ذهاباً واياباً مُرتّلةً: “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي”. أكرّرها ويدنو الفجر رويداً رويداً، يأتيني الطفلُ هادئاً بكلماتٍ أقعدت قيامي؛ ماما لماذا تبكين؟ تبقّى لجدو يومين كي يدهب إلى الجنّة! بعد الصلاة غفوتُ على سريره، أريد استنشاق

طوفان أسئلة قراءة المزيد »

قلبٌ أخضر

كالطفل عاش، بين حنانيه لهفةٌ لشئٍ مّا لم يستطع يوماً أن يخفيها. كان على سجيّته، يعبّر بأريحيّةٍ وشفافيةٍ عن مشاعره، ولا يخاف. يثق أنّ الجميع يحبّونه، ويحبّهم، ويتمنّى أن يكون بقربهم ليلقاهم متى شاء، ليطمئنّ أنّهم بخيرٍ على الدوام. كان طاقةً ايجابية، شعلة أمل، نور حياة، جميل المبسم، حلو العشرة كما العسل المصفّى. يذكّرك برسالته،

قلبٌ أخضر قراءة المزيد »

بَوْح

ثمّة مشاهدُ من طفولتنا تتكرر معنا طوال حياتنا دونما وعيٍ منّا. ذات حُلمٍ جميل، ونحن نتجاذب أطراف حديثنا النّسويّ العميق أثناء تقطيع الخضار لتحضير الطعام، سألتني بهدوءٍ وقد أَسبَلت عينيها نحو الأرض كي لا تُحرجني: أعيدي لي، بماذا تصفين تلك الفترة من حياتك؟ أدركتُ أنها تريد أن تُوصل لي درساً ما، ولم أستطع الاجابة! أدركتُ

بَوْح قراءة المزيد »

نصوص

متى تكون نصوصنا مؤثّرة؟ كيف تستحقّ أن تُذيّل بتعليقات القرّاء؟ ربّما حين تدمع عين قارئ، ويضحك من أعماق قلبه آخر، لمجرّد أنّ سطراً مّا لامس وجعاً في روحه وكأنّه من كَتَبه. كانت عدّة سطور، وليس سطراً واحداً فحسب، أعدت قراءته مرّتين، في نصٍّ عنوانه: اختراع الحب ربّما لأنّ العمّ صابر استطاع لقاء من أحبّها في

نصوص قراءة المزيد »

بسم الله نبدأ

بسم الله الرحمن الرحيم ثُمَّ ماذا؟ ثُمَّ ذات لُطفٍ من ألطاف الرَّحمن تكون كُن. 🌻 هذه العبارة أغلى ما كتبتُ على قلبي، وحدنا نتذكّر مشاعرنا لحظة خطّها الأُولى، قد ننسى الشعور يوما ولا تَنسى ولا تُنسَ الحروف. في مثل هذا اليوم تسرّني دعوتكم لبيتي الافتراضي القريب الجديد، مدوّنتي الشّخصيّة الصغيرة في هذا الفضاء الرقمي الفسيح.

بسم الله نبدأ قراءة المزيد »

ذات طفولة

إنّها الثانية عشرة بعد منتصف الليل. يتناقشُ الأحفاد بعد اطفاء الأنوار استعداداً للنوم في إحدى ليالي الإجازة الصيفية من عام ألفين وعشرين، يتبادلان أطراف الحديث كشابّين راشدين، معبّرَين عن استيائهما من استمرار سريان أنظمة مواعيد النوم حتّى في العطلة. يرضخان لها سمعاً وطاعةً (مُجبراً أخاكَ لا بَطل)، تاركَين أكواماً من الألعاب التي لم يكتمل تركيبها

ذات طفولة قراءة المزيد »

هدمٌ وَبِناء

الحمدُ لله حمداً تطيب به النّفسُ وتسكنُ الرّوحُ وتتبسّم السّماء. فَلِلَّهِ وَجْهٌ كَالرِّيَاضِ بَشَاشَةً بَسِيْمٌ تَجِدْ فِيْهِ الَّذِيْ أنْتَ طَالِبُهْ عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ مُحِبٍّ وَعَبْرَةٌ يُحَاوِلُ طَرْفِيْ دَفْعَهَا وَتُغَالِبُهْ د.أحمد الجرابلسي يتسلّى البشر عن همومهم في هذه الحياة بطرقٍ مختلفة، بشكلٍ ماّ نتّفقُ أحياناً وبأشكالٍ كثيرة نختلف. أصبحت أسماءُ الشهور تذكّرنا بمشاعر معينة. يأتي شباط

هدمٌ وَبِناء قراءة المزيد »

نيّرة

عزيزتي “نانا” هكذا أحبّ أن أخاطبك بلغني أنّ هذا اسم الدّلع خاصّتك ولعلّه أحبّ الأسماء إليك.. هل تعلمين يا “نانا” أنّي أحبّ تلكم اللواتي تخلصن الدعاء لآبائهن حبّا خاصّاً لا يشبهه حبّ. مضى عامان.. قرأتُ ذلك اليوم ولم أَنسَ ذلك ولا يوم كيف أنسى؟ ونحن نذكره ونتذكّره كلّ يوم. سيمضي بعد هذين العامين عشرون عام،

نيّرة قراءة المزيد »