يوميّات

هل كان يعلم؟

هل كان يعلم فلان بعد أن ظلم ابنتيه من زوجته الأولى ظلماً كثيراً، بعدما منعهما عنها طفلتين لا حول لهما ولا قوة، لتنشآ غريبتين مع أولاد الثانية منه وممن سبقه، كضيفتين مقهورتين في بيتهما مغلوباً على أمرهما؛ هل كان يعلم أن ابنته تبكيه فجراً رغم الظلم والظلمات، وتنعاه بقلب مكلوم مرتجف، تبكيه بعدما كانت تبكي

هل كان يعلم؟ قراءة المزيد »

لا يموت

ينتصف الشّهر، ويتألق المغرور بلمعته، يقول: هأنذا ها هُنا من جديد، نسأله نفس السؤال كلّ ثلاثين يومٍ ولا يجيب، أخبرنا يا بدر السماء: ما هو الحبّ؟ لماذا لا نوفّق لتعريفٍ يشفي الصّدور؟ لا أعرف أنا، ولا تعرف أنت، ولا نعرف جميعاً سرّ ذلك الغزل المتهوّر بعد، ولا أظنّنا يوماً نعرف، لأنّ الأسرار لا تغدو أسراراً

لا يموت قراءة المزيد »

شام

في مثل هذه اللّيلة، أصبحت “عمّة”. الفتاة ذات الخدود القطنيّة ستكبر معنا من الآن فصاعداً، وتناديني بذلك اللقب. بلعتُ ريقي بصعوبة! هل ستبعثر لي أوراقي، وتستعيرُ ما أخبّيءُ من ألعابي؟ هل نصبح صديقتين؟ وأضع لها طلاء الأظافر حتى السابعة من عمرها؟ هل تقف إلى يميني ونصلّي ذات يوم سويّة؟ هل تكبر وتغنّي لي: يا عمّة

شام قراءة المزيد »

ذات صباح

ذات صباحٍ نشيط، نشيطٍ جداً. تسلَّلَتْ مع أشعّة الشّمس الأُولى إلى صالتها على رؤوس أصابعها. هذا الشعور تعرفه كلّ أمهات المجرة: الحلم أن يستيقظوا بعدكِ ولو بساعة، يُشبه كثيراً حُلمك أن يناموا قبلك ولو بربع ساعة، والأوّل ألذّ . كوبُ حليبٍ دافئ، ثلاثُ تمرات، وكتابٌ مسكينٌ يكادُ يختنقُ من تراكم الغبار عليه. لن يتدمّر المنزل،

ذات صباح قراءة المزيد »

اعتذار

من منّا لم يمرّ بفترةٍ في حياتهِ اضطرَّ فيها للاعتذارِ المستمرّ وطلبِ المُسامحةِ المتكرّر؟ المحظوظُ من كان يعتذرُ لشخصٍ واعٍ يؤمنُ به ويرى فيه ما لا يراه في نفسه ويتفهَّمُ مرحلته ويحتويه دفعاً له للأفضل. نحنُ ندينُ لكلّ من تفهّموا اعتذاراتنا وأسباب تكرار أخطائنا بآلاف البسمات، دمتم لنا نوراً.

اعتذار قراءة المزيد »

حواسّ

“ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئذٍ عَنِ النَّعِيمِ”. لطالما لهج الحمد السخيّ نحو حاسّة البصر، نحمده صباح مساء عند مشاهدة الشروق والغروب، وجميل ألوان الزهر والشجر والثمر، ولطيف الطيور والمخلوقات تملؤ حياتنا حياة. الحمد لله على نعمَتَي البصر والبصيرة، كم سألنا أن يديمهما الرحمن علينا فضلاً، ودعونا العوض الجميل لمن فقدهما. في مثل هذا اليوم لم أستطع شمّ

حواسّ قراءة المزيد »

قهوة

صباحُ الأربعاء يا سادة شربنا القهوة السادة وهبّت نسمةٌ زرقاء فرفرف شعر ميادة وطار القلب نحو الشمس وغاص الصوت بئر الهمس واليوم وغدا وأمس سنبقى نشرب القهوة السادة هذا بالتأكيد ليس صباحي، هذا صباح “سيجري” في الفصول الأربعة منذ عشرين عام وهو يحاول أن يصبح شاعراً. أما أنا فصباحاتي لم تبتدئ يوماً بقهوتكم العظيمة، ولن

قهوة قراءة المزيد »

وهن

لم يستغرق الأمر أكثر من خمس ثوانٍ لتطلب منّي الممرضة التّوجه لقسم الطوارئ في المستشفى حالاً، تسع وثلاثون ونصف درجة حرارة غير مرحّب بها في كل زمن، فكيف بزمن الكورونا. أنا التي يعاتبني رجل الأمن كل يوم صباحاً حين تظهر له حرارتي منخفضةً على الميزان ناصحاً: يجب أن تتناولي الإفطار قبل المجئ للعمل. أُمسي اليوم

وهن قراءة المزيد »

إرادة

ما الذي يستحق الحياة على هذه الأرض؟ لماذا نعيش؟ أُريد أن أعيش، لتقول الطريقة التي أحيا بها للإله أنّي ممتنةٌ على هذه الحياة، الحياة التي لم أفهمها يوماً، الحياة التي استيقظت فيها اليوم أقرأ كلمات الله تعالى: “وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا”. هذه الآية عن نبيٍ مقدّس، جميعنا نعرف، تلوتها مطلع

إرادة قراءة المزيد »