يوميّات

جبرُ الله آت

إلى العزيزِ الذي أمسك يدي حين نسيت أنّ لديّ يد! إلى ماردِ المصباح الذي خيّرني بين أن نَكْتُبَ معاً أو نُكْتَبَ معاً.. إلى ملاكِ الرّحمةِ الذي أكتبهُ حنيناً كلّ ليلة.. إلى ذلك الرجل العزيز الوسيم البعيد جداً.. والقريب جداً جداً.. الذي أحبّه من كلّ قلبي وأنا التي لا تعرفه! إلى رفيق الحياة القادمة التي لا […]

جبرُ الله آت قراءة المزيد »

كبر الجميع

إنّها السادسة مساءً لأَحَدٍ لا يشبه الآحاد في شيء.. على غير عادة.. هدوءٌ لا يرحّبُ به زار المنزل بلا ميعاد.. آخر العنقود غفى غفوةً طالت بعض الشيء بعد تلقّي الجرعة الثانية من المطعوم، وأخته مثله أيضاً فعلت دون أن أنتبه. تمنّيت أن يتوقّف الزمان بي زمناً وأنا أتأمّلهما، تمنّيت ألّا نكبر بعدُ جميعنا، تمنّيت أن

كبر الجميع قراءة المزيد »

في بيتنا أُمْ

ثمّة حبٌّ مّا يتمايل بين الغُرف بنشوةٍ سحريّةٍ حين تفتحُ الأمّ كيس طحينٍ جديد لتعجن عجنةً سعيدة، من بين كلّ النكهات التي تتعطّر بها صباحات العائلة تبقى نكهة الفانيلّا سلطانةً تسيطر على كلّ فناجين الشاي والقهوة في المنزل لتنادي أصحابها، كلّ فنجانٍ يُدندن لصاحبه بحمدٍ: “في بيتنا أُمْ.. في بيتنا أُمْ”.. لطالما مازحتها زمناً مضى:

في بيتنا أُمْ قراءة المزيد »

كم لبثنا

مضى عامان على حجر أبنائنا في البيوت والدراسة عن بُعدٍ من المنازل.. عامان.. ونحن ندرك يوماً بعد يوم عمق قول شوقي: قم للمعلّم وفّه التبجيلا.. عامان.. وجدران بيوتنا تعشّقت أصوات المعلّمات والمعلّمين، عامان ونحن نتسائل: حتى متى؟ عامان ينقضيان على خيرٍ هذا الصباح، وتعود زحمة توصيل الطلبة إلى المدارس في شوارع مدينتنا العملاقة الجميلة من

كم لبثنا قراءة المزيد »

نوم

نامت اُمُّ السّلامِ نومتها الشتويّة الممتدّة إلى يومٍ لا بدّ أنّه آت، نامت مبكّرةً جداً عِشاء البارحة.. وهي التي لم تعتد نوماً باكراً من قبلُ مثل ذلك، نامت دون أن تتناول العَشاء، دون أن تُلاعب الحفيدة الأولى مرّةً أخيرة، دون أن تُسمع الأبناء: “الله يرضى عليكم ويرضيكم”، دون أن تدردش مع رفيق العمر دردشة المساء

نوم قراءة المزيد »

ساعات

ثمّ بدا أنّ أحلام العمر لا تحتاج كي تتحقّق أكثر من ساعات! قالت الساعات أنّها تتأخر في تأخير أحلامنا لأنّنا قومٌ إذا ما تحقّقت أحلامهم ماتوا. فقال الموت: بل همٌ قومٌ إذا ما رحلوا عن الحياة عاشوا، وعاشت من بعدهم الأحلام، كلّ الأحلام.

ساعات قراءة المزيد »

الله لطيفٌ بعباده

صباح ميلادكِ كتبتُ خاطرة، علّقت عليها صديقة: “محظوظةٌ هذه المولودة، عمّتها تكتب لها وعمرها ساعات”. لم تكن الكتابة الأولى، كتبتُ لكِ قبلها وأنت تتحرّكين بين جنبيّ أمّك، قبل أن يتنفّس الكون أول عطر أنفاسك يا حلوتي. = هل تحبّوننا إلى هذا الحدّ يا عمّة؟ – ليس لحبّ الأرحام حدٌّ يا روح العمّة. لم أكتب لكِ

الله لطيفٌ بعباده قراءة المزيد »

صيام مُتقطّع

ثمّ ماذا؟ ثمّ انّها أنثى شرّيرة، شريرة بعض الشيء، بل شريرة جداً. كلّما قلت لها: كأنّ وزني في ازدياد، كأنّني سأبدأ حمية، كأنّ الكيتو هي الأنسب. كانت تركض إلى المطبخ ببهاءٍ ودهاء، تسحرُ المكوّنات معاً وتمزج الشِّعر مع الشّعور في فرننا القديم، وتبتسم بسخريةٍ أخشاها. لماذا تريد أن تخفّف وزنك؟ تعجبني هكذا، هكذا لا تلعبُ

صيام مُتقطّع قراءة المزيد »

حلوين

السابعة مساءً، لمحتُ عائلةً تقف أمام عمارة تنتظر أحدهم، ظننتُ أنّنا تجاوزناهم، تلميحٌ لطيفٌ من الظريف خاصّتي عبّر عن غير ذلك، المهاجر بالوراثة الذي لم يزر سوريّة يوماً وصفهم بكلمةٍ واحدة: سوريّين. سألته: كيف عرفت؟ أجاب ببساطةٍ أحببتها: حلوين. وصفٌ بليغ وموجزٌ بديع: حلوين. اللهم يا من لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء

حلوين قراءة المزيد »